Sunday, December 1, 2013

معليش يا أعمامي السلفيون!!!

ليسامحني أعمامي السلفيون على اختلاف أصنافهم وتياراتهم، بس متحير شوي.  ليش ما طلعت السلفية التصنيفية في السعودية (اليسار السلفي) إلا لما ازدهرت زعماء الصحوة؟ ولم تتدخل السلفية النورية البرغماتية المصرية (الوسط السلفي) إلا حين الإطاحة بالرئيس المنتخب؟ والآن نرى السلفية الجهادية (اليمين السلفي) على شوراع تونس للتشويش على النهضة التي  قضت عمرها كلها لمكافحة ابن علي، بينما كانت السلفية التونسية نائمة في ذلك الوقت؟؟؟
هل عرفتم ما ذا توصلت إليه أخيرا؟ توصلت إلى أنكم كلكم مختلفين في المنهج ولكنكم تلتقون في النتيجة. النتيجة أنكم لا تنشطون إلا عندما تكون الصولة والجولة والنفوذ للإسلاميين المعتدلين، أما عندما تخلو الساحة منهم فأنتم تستريحون.
 فلا أدري هل العلمانيون أفضل من الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الإسلامية المعتدلة، أم أن العلمانيين أشد إجراما من أن يحاربوا من قبلكم وبالتالي تركتم أمرهم لله؟؟؟ وإذا كان هكذا فيا له من منطق رزين، ففرعون وهامان وقارون زعماء الكفر والضلال حوربوا من قبل الأنبياء!!!إلا إذا قلتم بأن العلمانيين أشد كفرا من فرعون وهامان وقارون، فمن هناك تفحمونني!!
وأمر آخر يحيرني فيكم يا أعمامي – معليش- فأنتم يا السلفية التصنيفية اليسارية (سلفية الجرح والتعديل) تقولون بأن نبدأ بالتوحيد ومنابذة الشرك وأن القبور كثيرة في العالم الإسلامي، ولكنكم لم تبدؤوا بهذا بل بدأتم بالرد على الدعاة وبالجرح والتعديل، فأين القبور والشركيات التي أزلتموها خلال عقدين من الزمن؟؟؟ بالله عليكم، اشتغلوا بالقبور والشركيات شوي بعدين ترجعوا إلى الدعاة.
أما أعمامنا النوريون البرغماتيون المصريون فمع أنهم بنووا أدبياتهم السياسية على أن خلع الرئيس المنتخب للمصلحة وحقن الدماء إلا أنهم لم يتراجعوا ويعلنوا خطأ اجتهادهم بعد أن تبين لهم خطؤه، فهل وصلت البرغماتية إلى هذا الحد الذي يتفوق على برغماتية الإخوان الذين تتهمونهم بأنهم فتحوا دكاكين ومخازين للمتاجرة بالدين والشريعة؟؟
أما السلفية الجهادية فيبدو أنهم أوضح الجماعات طريقا وأشدها اخلاصا –طبعا على طريقة اليمينيين في كل الجماعات-  ولكن – بالله عليهم- متى يوازنون بين المصالح والمفاسد، ومتى يوقفون أسلحتهم عن صدور المسلمين، ومتى يراجعون الحسابات ويوازنوا بين أسامين، أسامة الأول ورث أموالا طائلة من أبيه فبنى آلاف الجامعات والمستشفيات للمسلمين، وتكفل بآلاف الدعاة إلى غرب العالم وشرقه للدعوة ونشر الإسلام، وفتح آلاف القنوات الفضائية الإسلامية ودرب صحافيين وإعلاميين وهندسيين وعلماء جيلوجيا والفلك والحاسوب من المسلمين ليقوموا بتبليغ واجب بناء قيم حضارية للمسلمين، وبين أسامة الثاني الذي كان قصده جيدا إلا أنه اعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة فقتل كثير من الأنفس البريئة وغير البريئة، وفجر القنابل في الديار الإسلامية وغير الإسلامية وتسبب في تشويه صورة الإسلام، وأعطى ذرائع للأعداء الإسلام لمزيد من السيطرة والإحتلال،ثم مات ولم يحقق شيئا من أهدافه.  هلا تذكرتم المسافة التأثيرية بين ذاك الكويتي عبد الرحمن السميط الذي جاب الأمصار وأسلم على يديه آلاف الناس في أفريقيا وغيرها  وبين ذلك المجاهد أسامة بن لادن الذي اراد خيرا ولم يصبه!!! لقد فوض كلهم أرواحهم إلى بارئهم ونسأل الله أن يرحمهم ويتغمدهم برحمته ويغفر لهم جميعا، ولكن حتما إن الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله، وقد كفى ثلاثة عقود درسا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وأخيرا يا أعمامي من فضلكم لا تصنفوني مع الإخوان من أجل هذه الكلمات، فلست اخوانيا فقط أخ مسلم.
أحبكم جميعا.

2 comments:

  1. https://www.facebook.com/daouda.jawaraDecember 1, 2013 at 6:39 AM

    تحليل رائع فعلا سيادة الرئيس , واما السلفية المخابراتية الانبطاحية !!!!!ههههههههههههههه

    ReplyDelete