Thursday, December 26, 2013

فصل المقال فيما بين الترحم والإستغفار من انفصال

جاءت التعليقات والردود على مقالة الترحم على غير المسلم متباينة في قوتها وضعفها، ومرارتها وعذوبتها، ولياقتها ومرونتها وشدتها.  وكان أحد التعليقات الذي نال اعجاب كثير من الأخوة هو تعليق أستاذنا الفاضل الدكتور دكوري أبو حكيم حفظه الله، والذي نقل فيه عن بعض المعاجم اللغوية كالتاج واللسان وقاموس المحيط أن الرحمة والمغفرة بمعنى واحد. وفي الحقيقة كنت عزمت أن أضرب عن هذه القضية كسبا للوقت، وحفاظا على الود، ورغبة في توسيع دائرة المتفقات وتحجير دائرة المختلفات، كما أنني لا أريد أن يبق موضوعا واحدا متجاذبا على الصفحة لأيام وأسابيع، فيمل الناس ويسأموا، إلا أن حجم التعليقات وبعض الرسائل الخاصة التي وصلتني مطالبة بتوضيح هذه النقطة  جعلتني ألقي بسهمي من جديد، وها هنا ما أقوله في هذه الجزئية – وهي خاصة بالتفريق فقط بين الإستغفار والترحم-:
لقد قلت في مقالي: أن بين الترحم والإستغفار عموم وخصوص مطلق، فكل غفران رحمة، وليس كل رحمة بغفران. فما معنى هذا الكلام:
دعوني أضرب لكم مثالا حيا بعيدا عن المنطق والأصول، إذا كان بينك وبين أحد من الناس عداوة بسبب ظلم صدر منه تجاهك وصار بينكما هجران فلا يكلم بعضكما بعضا واستمررتم على تلك الحالة، فقدر الله يوما أن تمشي في أرض فلاة ورأيت هذا الرجل ساقطا في بئر فجئت وأنقذته، ثم أعرضت عنه، ولم تغير موقفك منه، هنا أسألك سؤالا:
هل رحمت هذا الرجل بإنقاذه من الموت؟؟؟ طبعا نعم. ولكن هل عفوت عن الظلم الذي صدر منه تجاهك؟ هل غفرت له؟؟ بالطبع لا. والدليل على ذلك أنك ما زلت معرضا عنه ولم تكلمه بعد إنقاذه، بل أعرضت عنه.
فهذا هو معنى الشق الأول: أنه ليس كل رحمة غفران. فأنت رحمت هذا الشخص ولم تغفر له. وهذا يدلك على أنه يمكن أن ترحم شخصا ولا تغفر له.
الآن ما معنى الشق الثاني الذي هو: كل استغفار رحمة: إذا كسر شخص أسنانك، أو قطع أذنك، أو جرحك، وهذا كله فيه قصاص بنص القرآن، فأخذوه إلى العدالة فأصدرت عفوا كاملا عن القصاص والدية. هنا أسألك:
هل رحمت الرجل بتركك الإقتصاص منه؟ بالطبع نعم. هل عفوت عنه أو غفرت له بترك القصاص. حتما نعم.
رأيت كيف أن كل مغفرة رحمة، وليس كل رحمة بمغفرة. فهنا في المثال الثاني الذي هو القصاص، نقول رحمته وعفوت عنه. أما في المثال الأول: فرحمته ولكن لم تعف عنه.
فالرحمة أعم من المغفرة، وهي تقع بطريقة مختلفة: فإذا رأيت شخصا فقيرا وأعطيته رغيف خبر يسد به رمقه، ، أو رأيت طالب علم لا يستطيع سداد رسومه الدراسية فأقوم بدفعها نيابة عنه، أو أرى يتيما مات أبوه فأقوم بكفالته، أو أرى امرأة مطلقة أو أرملا فأتصدق عليها، كل هذا يا اخوان يسمى رحمة ولا يمكن أن يطلق عليها مغفرة في أي قاموس في العالم.
وبناء عليه أقول من باب تأصيل المسألة وتوضيحها: إن الرحمة والمغفرة بينك وبين غيرك تكون على أربعة مستويات:

المستوى الأول: أن لا يكون هناك خلاف سابق بينك وبين ذلك الشخص الذي رحمته وقدمت له معروفا، فهنا لا يمكن إطلاقا أن تستخدم كلمة مغفرة، إذ إن المغفرة تكون بعد خطأ أو ذنب، والرجل لم يصدر منه شيئ من هذا القبيل. فمثل هذا الرجل ترحمه بمال أو خدمة أو غيرها. وليس بينك وبينه قضية مغفرة. وهذا هو أكمل المستويات. وهذا في حق الملائكة الذين فطروا على عبادة الله، فدخولهم الجنة برحمة الله من غير ذنوب مسبق منهم. ويمكن أن نلحق بهم الأنبياء بسبب قلة ذنوبهم وعدم إصرارهم حتى على الصغائر فضلا عن الكبائر.

المستوى الثاني: أن يكون الرجل ممن تعرفه وتكون بينكما علاقة جيدة، ثم يخطئ في حقك، ويظلمك في قضية، وبعد تدخل الناس أو بعد أن يعلن ندمه أمامك ويطلب منك العفو والسماح تسامحه وتعفو عنه، فهنا قد رحمت الرجل وعفوت عنه أيضا. فهذا يسمى رحمة ومغفرة. فيرجع المياه إلى مجاريها الطبيعية، وتؤتيه جميع الإمتيازات التي كان يتستحقها في علاقاتك. وهذا الذي يصدر من الله لعباده المؤمنين، فهم أهل الذنوب، وعلاقتهم بالله جيدة لأنهم لا يشركون به شيئا، وإذا استغفروه غفر لهم وأدخلهم الجنة إما بلا عذاب مسبق أو بعذاب مسبق في جهنم. وهؤلاء الذين نطلب لهم المغفرة التي نهينا عن طلبها لغيرهم في الآيات التي نتعارك حولها، مثل قوله تعالى : (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي...)
المستوى الثالث: أن يكون الرجل قد ظلمك، وتراه في مشكلة أخرى فتساعده في تلك المشكلة، مثلا يكون ساقطا في بئر فتنقذه، ثم تعرض عنه ولم تتجاوز عن الظلم الذي صدر منه سابقا، فهنا أيضا رحمت الرجل، ولكن لم تعف عنه ولم تغفر له. فكلمة الغفران لا يرد هنا إطلاقا. وهذه مثل الرحمات التي يصدر من الله لعباده الكفرة في الدنيا، فعلى رغم أنهم يعصونه إلا أنه يرحمهم بمائه وهوائه وترابه وأرضه وسمائه، وصحته وعافيته وبالأولاد والأموال وغيرها. ولكن هذا لا يعني أنه غفر لهم ظلمهم وشركهم. وأنا أخاف على الإخوة الذين يعتقدون أن الرحمة والمغفرة بمعنى واحد، أن يراهم مثل هذا الرجل في البئر فلا ينقذهم، لأنه يخاف أن يظن الرجل أنه قد عفا عنه ظلمه، أو أسقط عنه دينه الذي عليه. J

المستوى الرابع: أن يكون هذا الرجل ظلمك في قضية وصار بينكما هجران وانفصال، ثم تراه في مشكلة فتساعده وتنقذه منها، مثلا تراه ساقطا في بئر فتنقذه، وبعد ذلك تعظم في عينه وتكبر في وجهه، فيأتي إليك منقادا نادما، فتتصالحان فتغفر له خطأه وأذيته وأضراره، فأنت هنا قد رحمته أولا بإنقاذه من المشكلة، ورحمته ثانيا بالعفو عنه. فهنا يأتي كلمة غفران أو العفو. وهذا الذي يصدر من الله للعصاة الكبار والكفرة الذين يرجعون إليه بعد المصائب التي ينقذهم منها، فالله يرحمهم بإنقاذهم من موقف لم يكن يخطر ببالهم، فتصالحوا مع الله وأنابوا إليه وتابوا. فالله يغفر لهم ويرحمهم.

المستوى الخامس: أن يظلمك الرجل فلم تعف عنه، بل أصررت على معاقبته، لكنك خففت عنه العقوبة، فمثلا كان يستحق أن يدفع لك مائة ألف، أو يقضي عشر سنوات في السجن، أو كان يستحق الضرب عشرين جلدة، فخففت عنه وعاقبته بنصف هذه العقوبات وذلك بسبب سلوكياته وأخلاقه الجيدة وسمعته الطيبة في المجتمع، فبدلا أن يدفع مائة ألف يدفع خمسين ألفا مثلا. فهنا لم تعف عن الرجل ولم تغفر له، ولكنك رحمته وهو أنك خففت عليه العقوبة. وهذا ما يتفضل الله به على الكافر، وهذا ما فعله لأبي طالب، وهذا ما يمكن أن يفعله لبعض الكفار الذين لهم خيرات كثيرة ولكنهم لم يسلموا، فقلنا أنه يمكن أن يرحمهم ولا يغفر لهم، فيرحمهم بتخفيف العقاب عليهم. وهذا أمر واقع ومشاهد حتى في واقعنا العملي الدنيوي، فإنك تقول لولدك مثلا عندما يخطئ: لا شك أني سأضربك على هذا، ولكن بدلا أن أوجعك عشرة أسواط سأخففه إلى خمسة وذلك أنك حفظت سورة كذا وكذا أمس. فهنا لم تعف عنه ولكن خففت عليه ورحمته. ولما كان هذا الترحم ممكنا، وكان سؤال الله برحمته جائزا، أجزنا الترحم على الكافر المسالم صاحب الخيرات بأن يرحمه الله بهذه الرحمة.
إذا فالسؤال هو لماذا استثنى الله المغفرة من بين أصناف الرحمات التي يرحمها الكافر، الجواب –والله أعلم- أن للمغفرة مميزات خاصة:

الميزة الأولى: خاصية الإستغراق الزمني، فإذا غفرت عن شخص أو عفوت عنه بدون شروط فإن العفو يكون عفوا أبديا مستمرا، فمثلا لو ظلمك شخص وقلت له بأنك عفوت عنه بلا شرط، فإن هذا العفو يكون ساريا اليوم وغدا وبعد غد وإلى يوم القيامة، وكذلك فإن الله إذا عفا عن شخص وغفر له فإنه يغفر له في الدنيا والآخرة، ولا يمكن أن نقول بأن الله غفر له في الدنيا ولم يغفر له في الآخرة، أو أن الله يغفر لك اليوم ولا يغفر لك غدا في نفس الذنب الذي ارتكبته اليوم. أما أصناف الرحمات الأخرى فيمكن أن لا يستغرق الزمن، فيمكن أن تكون جائعا اليوم فأعطيك خبزا، وتكون جائعا غدا ولا أعطيك شيئا.
الميزة الثانية: أن المغفرة تعني إسقاط ما يترتب على الظلم والجور والمؤاخذة عليهما، وبالتالي يتساوى المغفور له مع من لم يظلم ولم يجور فيكونا بمنزلة واحدة، وهذا لا يمكن أن يحدث بين الكافر والمسلم، فلا يمكن أن يكون كلاهما بمنزلة واحدة يوم القيامة ويكونا في الجنة، ولهذا استثنى المغفرة من الرحمة التي يؤتيها للكافر لأن المغفرة يترتب عليه دخول الجنة.
الميزة الثالثة: أنه هو الوحيد من بين أصناف الرحمات التي صرح الله عز وجل أنه لا يفعله للمشرك الكافر، فقال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وبالتالي سؤال الله بالمغفرة للكافر فيه تناقض مع الآية.
بقيت النقطة الأخيرة، وهي لماذا ذكر أصحاب المعاجم أن معان الرحمة المغفرة؟ طبعا كنت أود تحليل كلامهم  بما هو أكثر عمقا وتأصيلا، ولكني رأيت أن ذلك سيأخذ صفحات ووقتا مني ومنكم، ولذلك ضربت عن التطويل صفحا، وأرجو أن تكون هذه الأسطر القادمة تعالج هذه المشكلة المعجمية.
أعتقد أن هناك ثلاثة أمور يجب أن لا ننساها عند تحليل كلام أصحاب المعاجم في التعليق:
الأول: أن هذا الكلام ليس كلاما للزبيدي وإنما هو كلام للفيروزآبادي صاحب (القاموس المحيط) فالزبيدي هو شارح ومستدرك على صاحب القاموس المحيط. وقد ذكر الفيروزآبادي هذا الكلام في قاموس المحيط: وقال: (الرَّحْمَةُ، ويُحَرَّكُ: الرِقَّةُ، والمَغْفِرَةُ، والتَّعَطُّفُ) راجع قاموس المحيط 1/1111. مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر. بيروت. ويبدو أنه بدوره أخذه عن صاحب اللسان الذي هو قبله، فقد توفي صاحب اللسان (711) والفيروزآبادي (817)
الثاني: أن الزبيدي استدرك أو أوضح ما أجمله الفيروزآبادي وصاحب اللسان فقال مستدركا : ((و) قولُ المُصَنّف: الرَّحْمَةُ: (المَغْفِرة، و) الرَّحْمَةُ: (التَّعَطُّف) فِيهِ تَخْصِيص بعد تَعْمِيم كَمَا يَظْهَر من سِياق عِبارة الرَّاغِب) راجع تاج العروس 32/227. دار الهداية
إذا نرى هنا بصريح عبارة الزبيدي أن المغفرة معنى أخص من الرحمة مستندا على ما يظهر من عبارة الراغب.
والنقل الذي نقله أستاذنا عن الزبيدي في تعليقه إنما كان هو نقل عن الزجاج ولم يكن رأيا للزبيدي، ومن يراجع كلام الزجاج في موضعه يدرك أنه يتكلم عن معنى خاص للرحمة. راجع  تاج العروس من جوهر القاموس 4/5

الثالث: أن هذا قد لا يعتبر خطأ  من الفيروزآبادي ولا من صاحب لسان العرب لأن هذا هو شأن أغلب القواميس والمعاجم، ولكنه خطأ ممن ينقل مثل هذا الكلام عنه ويستدل به في المسائل العلمية - مع احترامي الشديد لاخواني الكبار ومشايخي وزملائي- فإن هناك مئات الدراسات اللغوية للبحث في أخطاء المعاجم وحشو أصحابها وإدخالهم بعض المعاني في بعض والتصحيفات وغيرها، وعليه فلا يؤخذ هذه الأمور وكأنها مقدسة، بل نطبق كلامهم على القواعد والأصول والضوابط التي يفسر بها مفردة بأخرى. إذا ما الذي حدث هنا وما الذي يجب أن ننتبه له عند التعامل مع المعاجم:
قبل الإجابة أقول، بأن الألفاظ في جميع اللغات والقواميس والمعاجم لا تخلو العلاقة بين لفظ ولفظ آخر من أربعة أصناف:
الأول: أن يكون بين اللفظين تباين: كالشجر والإنسان. والكافر والمسلم وغيرها. وهذا واضح. والغلط في هذا نادر جدا.
الثاني: أن يكون بينهما التساوي: وأهل المنطق يضربون مثالا على هذا بالإنسان والمتعجب، فكل متعجب إنسان، وكل إنسان متعجب. وقد يضرب به اللغويون وأصحاب المعاجم بالمترادفات اللغوية كالجلوس والقعود، والأسد وغضنفر وهزبر وغيرها. والنزاع في وجود الترادف في اللغة معروفة. وهذا أيضا كثير في المعاجم، وقد يثير نقاشا فقهيا حادا في بعض الموضوعات.
الثالث: العموم والخصوص المطلق. وهذا مثل: الحيوان والإنسان. فكل إنسان حيوان، وليس كل حيوان بإنسان. ومثله ايضا الرحمة والمغفرة في المسألة التي عندنا.
الرابع: العموم والخصوص الوجهي. وهذا مثله مثل الإنسان والأبيض، فبعض الإنسان أبيض، وبعض الأبيض إنسان. وليس كل إنسان بأبيض، وليس كل أبيض بإنسان. وهذا مثله مثل صائم ونائم أيضا. فبعض الصائمين نائمون، وبعض النائمين صائمون. وليس كل نائم بصائم وليس كل صائم بنائم.
وعليه أقول:
يجب التنبه جيدا عند النظر في المعاني والألفاظ ودلالاتها والإستدلال بها في التفريق بين المتساويات وألفاظ العموم والخصوص المطلق، فغالبا يقع فيها أخطاء علمية فادحة من الدارسين والمناقشين.
فما فعله الأحباب والدكاترة بكتاب الزبيدي هنا مثله كمثل أن يصنف أحدنا  قاموسا فيأتي إلى معان (الإنسان) ويذكر أن من معانيه (الرجل). بناء على التغليب الذي نجده في بعض الأحاديث والآيات، مثل قول النبي (صلى الله عليه وسلم) (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر)  فيأتي أحد الدكاترة والمناقشون في نقاش علمي عن مفهوم الإنسان والرجل والتفريق بينهما، فيقول: بـأن معنى الإنسان يساوي الرجل ويرفض التفريق بينهما بناء على أن صاحب المعجم أو القاموس ذكر أن من معان الإنسان الرجل. فنقول له: بأن بينهما عموم وخصوص. فكل رجل إنسان، وليس كل إنسان برجل،بدليل أن عندنا المرأة وهي إنسان وليس برجل. فيصرّ صاحبنا على كلامه. ولم يعرف صاحبنا أنه بهذا القول يخرج المرأة من مفهوم الإنسان كما أخرج نوعيات الرحمة الأخرى كالتصدق على المطلقة والأرمل واليتيم وإطعام المساكين وغيرهما من أصناف الرحمة التي لا تعد ولا تحصى بتبنيه القول بأن المغفرة تساوي معنى الرحمة.
ملاحظة: هذه المقالة ليس الغرض منها التعليق على جميع الردود والتعليقات وإنما لمعالجة جزئية التفريق فقط بين الترحم والإستغفار، إذ إنني لا أستطيع معالجة جميع الردود في مقالة واحدة.


5 comments:

  1. استعصى علي قلمي من التعليق،وقفت مبهرامن بريق مدادك سيدي الألمعي،والله إنك لفخر وكنز للقارة، زادك الله توفيقا إلى العلياء، ونفع بك الجميع

    ReplyDelete
  2. استمتعت حقا بقراءة هذه المقالة ,,, فهي تزويد على تزويد من بعض ما بدأنا تلقيها من سيادتكم .. أثابكم الله .... يعجبنى فيك دقتك فى التحليل وتفانيك فى البحث وجديتك فى الإفادة وأسلوبك فى الطرح وهدوءك المتميز فى المعالجة لمثل هذه القضايا وذلك ليس إلا وسعة فى تصوراتك وخيالك واستصحابك لأسس وأصول مكنتك من ذلك ,,, أدام الله سعادتكم ومتعة مقالاتكم ,,,,, هذه الجزئية أصبحت واضحة .

    ReplyDelete
  3. أعجز حقا عن شكركما يا أحبابي، فالله أعلم كم يشرفني هذه التعليقات والتشجيعات منكم، فلا أملك إلا أن أقول جزاكم الله خيرا، وجعلها الله في ميزان حسناتكم، وجمعنا الله جميعا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    ReplyDelete
  4. لا شلت يداك أيها العبقري...
    إنك - والله- جعلتني أفقد كلمات أصف بها هذا الطرح العلمي المميز... مع أنني حاولت عقليا أن أجد في عباراتك ما أؤاخذك بها.. لكنني وقفت منبهرا أمام هذا التحليل العلمي الدقيق، والأسلوب السلس الواضح الذي لا يترك أدنى ريب أمام القارئ في أن يقتنع بها.. ورغم أنني لا أفضل التعليقات على كثير من المنشورات والمسائل التي تطرح على صعيد الملتقى بقدر ما أكتفي بالقراءة والإستفادة فقط.. إلا أنك دفعت وحركت جهاز المحرك الذي جعلني أكتب...
    وأعجبتني الطرفة الشيقة التي استصحبتها فيها ((...وأنا أخاف على الإخوة الذين يعتقدون أن الرحمة والمغفرة بمعنى واحد، أن يراهم مثل هذا الرجل في البئر فلا ينقذهم، لأنه يخاف أن يظن الرجل أنه قد عفا عنه ظلمه، أو أسقط عنه دينه الذي عليه)). هههههه نفع الله بك الأمة وكثر من أمثالك..

    ReplyDelete
  5. هذا الكلام دقيق وجميل جدا، وعندي انه يدفعه المنع، والقول بالموجَب:
    فلو سلمنا أن الرحمة أعم من المغفرة، فلا نسلم جواز سؤالها للميت غير المسلم؛ لأن سؤالها يعني سؤالها يعني سؤال جميع أفرادها ومنها المغفرة والاتفاق حاصل على منع سؤالها، إلا أن يستثني الداعي لفظا، كأن يقول اللهم ارحمه غير ألا تغفر له ونحو ذلك.

    ReplyDelete