Thursday, March 29, 2012

هكذا يتحدانا الوزير قطب مصطفى سانو

بت ليلتي، مجمعا حزمي ,وعاقدا عزمي على كتابة مقالة بعنوان  ( روبرت سارة، نجاح غيني أم فوز كاثوليكي)  لمناقشة ما إذا كان تعيين رئيس أساقفة غينيا كاردينالا لكاثوليك العالم ستفرز مؤثرات وتداعيات على التوازن الديني في غينيا.
وما أن فلق الصباح،وتوقف الديك عن الصياح،وأطفأ المصباح (الكهرباء) فإذا بي أدخل الغرفة كالمعتاد لأعرف آخر الأخبار،وما جرى في عالم السياسة من أنباء. وفي لحظة واحدة فوجئت بخبر يخطف الأضواء من الكاردينال المسيحي، ويسلطه على الفقيه الأصولي
. كان الخبر يقول: قطب سانو وزير غينيا الجديد للتعاون الدولي. فقلت لقلمي: لم يبق لك من خيار، فلا يمكن أن تكتب عن الكاردينال الكاثوليكي قبل أن تكتب عن الفقيه الوزير.
أومن بأن الشخصية القطبية هي تحدي أكثر من أي شيء آخر، لقد حطم الرجل الأرقام القياسية، ولم يرض من الحلبة إلا نهايتها، ومن السباق إلا قصبته.
ولو أنني أسعى لأدنى معيشة رضيت       ولم أطلب قليل من المال
ولكني أسعى لمجد مؤثل                    وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
لقد تحدانا قطب بكسر الأرقام القياسية في الأكاديمية السعودية، فكتب رسالة الماجستير في حدود سنتين. وتحدانا في ماليزيا فكتب رسالتين دكتورتين متزامنتين، احداهما في القانون بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والأخرى في الإقتصاد بجامعة زيتون بتونس.
تحدى الأفارقة كلهم بماليزيا، وبدّد الإعتقاد بأن لا سبيل لأسود لتسلق المناصب العليا في هذا البلد. فصار نائب رئيس الجامعة للشؤون الخارجية والإبتكارات العلمية، مستشارا في مكتب رئيس الوزراء الماليزي للقضايا الإقتصادية، ومستشارا لإحدى البنوك الإسلامية الماليزية، وفوق ذلك كله فاز البروفيسور بلقب " داتو" الذي يمنحه سلطان ماليزيا للشخصيات المؤثرة في حياة الماليزيين.
تحدانا الوزير في المجامع الفقهية الدولية، متبوأ منصب نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ولاحقا بعضوية الأمانة العامة لإتحاد علماء المسلمين الدولي.
تحدانا بكتابة أكثر من خمسة وعشرين كتابا، وبالمشاركة في أكثر من أربعين مؤتمرا دوليا.
لقد تحدانا بملكة لغوية بارعة (الفرنسية، العربية، الإنجليزية، مالوية) فأصبح يجيد كلها إجادة كل واحد منا لواحد منها. ولقد تحدانا حتى فى مجال الفنون، فهو صاحب الحزام الأسود في فن القتال من كوريا الجنوبية.
تحدانا في غينيا، وكذب دعاوانا بأن لا سبيل لرجل تخصص في الفقه والأصول، وتعلم القران والسنة أن يحكم الدولة ويكسب ثقة الشرق والغرب.
وأخيرا هاهو الرجل العصامي الألمعي يتحدانا مجددا،بمزاولة منصب سياسي هام ، يمكنه من لقاء أي رئيس في العالم غربيها وشرقيها، بيضها وعربها .   ياقوم: إن مدرس الفقه أمس أصبح وزير التعاون الدولي اليوم!!!
لقد رفع الدكتور رؤوسنا، وعزز يقيننا، وعلمنا أنه يمكننا أن نكون شيئا مذكورا، ان لم يكن القدر علينا محتوما.
إن القراءة الجيدة لإنجازات الشيخ هو اعتبارها تحدي ، وليس بإعتبارها معجزة،  إنه يحاول بكل بساطة أن يقول لنا: هذه إنجازاتي فلا تحاولوا كلها، ولكن أريد كل منكم أن ينجز واحدا منها.
تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم       إن التشبه بالكرام فلاح
يجب أن نفرح بإنجازات هذا الرجل، وإن كان لا يعرف بعضا منا شخصيا، أو كان هناك تباين معه في الرؤى الفقهية ، والتي لا تفسد للود قضية. ولقد فرحنا قبل سنتين بوصول أول افريقي إلى البيت الأبيض، فلنفرح اليوم بإقتراب أول فقيه من كرسي الرئاسة.
بقلم عبد الرزاق مالك كبا  - قسم الدراسات القانونية- ماليزيا
يجوز استخدام المقالة للقراءة الشخصية وليس لأشياء أخرى.

4 comments:

  1. تحديات لا يجوز لنا أن نهرب منها كلها وإن لم نستطع إدراكها كلها، كما قيل ما لا يدرك كله لا يترك كله

    ReplyDelete
    Replies
    1. مشكور يا أخي الحبيب على المرور والتعليق الر ائع، وكما قيل ما لا يدرك كله لا يترك جله. شكرا مرة أخرى يا الأستاذ باسوم.

      Delete
  2. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  3. هذه التحديات هي التي تصنع الرجال الأفذاذ,والتأسي بمثل هؤلاء في حد ذاته فلاح, وما أظنكم إلا جزء من هذا التحدي يا شيخنا.سلمت يمناك!

    ReplyDelete