Wednesday, September 9, 2015

نصيحة لإخواننا الطلبة في البلد




من الأخطاء التي يقع فيها بعض اخواننا الطلاب من خريجي الكلية في البلد والذين لم يتسنى لبعضهم فرصة الالتحاق بالجامعات العربية في مرحلة دراستهم لمستوى الليسانس، أن بعضهم يبقى محاولا الالتحاق بالجامعات الخارجية عبر شهاداتهم الثانوية في نفس التخصص الذي تخرجوا به من الكلية في البلد، متخيليين خطأ أن الدراسة في تلك البلدان متفوقة بشكل خيالي على ما درسوه في البلد، وأنهم سيعيشون في عالم مختلف تماما عن العالم الذي يعايشونه الآن، وأن بين مدرسي بلدانهم ومدرسي تلك الجامعات الخارجية مسيرة سبعين ألف خريف، وأن الكتب الدراسية مختلفة اختلاف السماء والأرض ... إلى آخر القائمة المتوهمة!!!
والحقيقة أن هذا وهم بعيد عن الواقع، فالمسافة بين الجامعات الخارجية والداخلية كبيرة طبعا ولكن ليست فضفاضة بهذه الدرجة المتوهمة، فالطالب الذكي المجتهد يستطيع أن يسد هذا الفراغ بطرق مختلفة وخاصة في عصر الثورة المعلوماتية، وقد رأيت من الطلاب الغيينين المتفرنسين والذين كانوا يدرسون في السنة الثانية والثالثة في البلد، لما سنحت لهم فرصة الالتحاق بالجامعات الماليزية جعلوا تلك البرنامج وراءهم ظهريا، ثم بعد سنتين في ماليزيا بدؤوا يتحدثون بلغة الندم والغباوة التي ارتكبوها، وتمنوا لو أنهوا تلك المرحلة الجامعية في البلد ثم واصلوا الدراسات العليا في ماليزيا.
فأنصح اخواني الذين لم يتسنى لهم فرصة الدراسة الخارجية بأمرين:
1-           لا تضيع عمرك كله منتظرا القبول من الخارج، بل التحق بالجامعات والكليات المحلية، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وأنت بمهاراتك وذكائك واجتهادك يمكن أن تتفوق على بعض أولئك الذين تسنى لهم الدراسة الخارجية.
2-           إذا كنت ممن أنهى دراسته في احدى الجامعات المحلية وعندك شهادة الكلية، ولم تزل مصرا على الالتحاق بالخارج فأنصحك أن تقدم الطلب بشهادتك الجامعية لتلتحق بالدراسات العليا في الخارج، فتكفيك مدة سنة واحدة لتتكيف مع البيئة الجديدة التي ستواجهها، وتساعدك البرامج وورشات العمل والدورات وغيرها في ملاحقة السابقين، هذا إن كان في نفس التخصص، أما إذا كنت عازما على تنويع التخصص فلا بأس أن تقدم الطلب في الجامعات الخارجية بشهادتك الثانوية.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى.