Saturday, October 12, 2013

هكذا يعالج القرآن العنصرية في الألوان


قال تعالى : " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها" هنا لم يميز البشر بين ألوان الثمرات سواء كانت سوداء أو حمراء أو خضراء، بل استفادوا منها جميعا وأحبوها جميعا وأكلوا منها وارتاحوا معها، ثم قال تعالى: " ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود" هنا أيضا لم يحدثوا تمييزا وعنصرية، بل البشر كلهم يعتقدون أن هذا من قدرة الله وعجائب صنعه ولم يفرقوا بين الجدد البيض والحمر والغرابيب السود بل احترموها واعجبوا بها ورأووا أنها من جماليات الطبيعة ومن بدائع الصنع،  ثم قال تعالى : " ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك..." هنا فقط حصلت المشكلة لهم، فقالوا: رضينا بأن الدواب والأنعام مختلف ألونه بقدرة الله وآياته وليس لأن هذا أفضل من ذاك أو هذه أفضل من تلك بل كلها دلالة على آيات الرب وعظمة الخالق، لكننا لا نرى أن الأسود والأحمر والأبيض من البشر سواء، فرأى البيض أنهم أفضل البشر معتمدين في ذلك على دراسات أنثروبولوجية وسيكلوجية واهية لا ترقى إلى مستوى العلم، ورأى الحمر أنهم أفضل استنادا على أحاديث ضعيفة واستدلالات لامنطقية والتي لا يمكن معارضتها بالأحاديث الصريحة الصحيحة الواضحة، ورأى السود أنهم أفضل فاستماتوا لإقامة أدلة على ذلك بينة عوارها لأنفسهم قبل غيرهم.
وأقول: ماذا يضير هؤلاء جميعا لو رجعوا إلى قول الحبيب الصحيح الصريح :  "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى" وما ذا يضيرهم لو رأووا البشر المختلفين في الألوان سواسي كما يرون الثمرات والجبال الجدد والغرابيب والدواب والأنعام المختلفين في الألوان سواسي؟!!!  بل ماذا يضيرهم أن يرجعوا إلى محكمات القرآن ويرتضووا حكم الله فيهم " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم..."

No comments:

Post a Comment