Monday, August 25, 2014

رسالة إلى أخي الشيعي

أخي الشيعي، أريد منك أن تدقق الفكر في هذه الرسالة وتمعن النظر في هذه السطور التالية.
أخي الشيعي، خليني أسلم لك جدلا بموقفك من تكفير أبو بكر وعمر وعثمان، وأرضى لك فرضا بأن عائشة عدوة الله ورسوله وأنهم في النار، ومع ذلك دعني أسألك سؤالا:
من هو أكفر في نظرك؟ أبو بكر وعمر وعثمان ؟ أم فرعون وهامان وقارون وأبو جهل وأمية بن خلف؟  فإذا كان جوابك بأن الآخرين ( فرعون ...) أكفر من الأولين (أبو بكر...) ولا أخالك تقول غير ذلك، فتعال أسألك سؤالا آخر:
هل عرف عن موسى عليه السلام أنه أفنى عمره في لعن فرعون وهامان وقارون بعد هلاكم وموتهم وذهابهم؟
هل عرف عن النبي (صلى الله عليه وسلم)  في خطبه وفي سجاداته وركعاته أنه كان يدعو على أبي جهل وأمية بن خلف وصناديد الكفر بعد مقتلهم في بدر وفي المعارك الإسلامية الأخرى؟ وهم الذين آذوه وقاتلوه وأخرجوه هو وأصحابه من ديارهم ودمروا ممتلكاتهم؟
كم مرة كرر نبي الله موسى اسم فرعون وهامان وقارون بعد هلاكم؟ وكم مرة دعا بني اسرائيل إلى حفلات اللعن والسب والشتم لفرعون وهامان وقارون؟  كم مرة تمنى موسى وهارون أن يأتيا إلى قبر هامان وقارون ليلعناهما ويضرما على قبرهما النيران، وكم مرة ذهبا إلى جثة فرعون ليبصقا عليه ويلعناه؟؟
ذكرني – من فضلك يا أخي الشيعي- كم مرة جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى قبر أبي جهل وأمية وغيرهما ليلعنهم ويبصق عليهم؟ من هو الصحابي الذي لما أراد الدخول في الإسلام قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) قل أشهد أن لا إلا إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأشهد أن أبا جهل وأمية وفرعون وهامان وقارون في النار؟؟
كم مرة دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه إلى إحياء يوم قتل بعض أصحابه على يد الكفرة والطغاة حتى يلعنوهم ويسبوهم ويشتموهم؟
أخي الشيعي: إذا كانت الرسل لم يتخذوا سب أموات الكفر ولعن صناديق الضلال دينا وقربة وعبادة، فكيف اتخذتم أنتم سب أصهار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دينا وقربة وعبادة؟
كيف أصبح بعضكم يلقن من يدخل في الإسلام بأن يشهد أن أبا بكر في النار، وعمر في النار وعثمان في النار؟ مع أن موسى لم يكن يلقن من يدخل الإسلام أن يشهد أن فرعون في النار؟ والنبي محمد لم يكن يلقن من يدخل الإسلام أن يشهد أن أبا جهل في النار؟!!!
ألم تعلم يا أخي الشيعي أنه ليس هناك شريعة إلهية كان هدفها الأساسي بغض أشخاص بعينهم ولعنهم وسبهم، وإنما شريعة الله كلها من لدن آدم إلى محمد (صلى الله عليهم وسلم) بنيت على حب الله ورسوله، وعبادة رب العالمين وعدم الإشراك به، والدعوة إلى صراطه المستقيم، وليست مبنية على اتخاذ لعن بعض الأشخاص بأعينهم قربة وعبادة يتكرر في الصلوات والعبادات والمناسبات؟
إن دين الله – يا أخي الشيعي- لم يبن يوما من الأيام على لعن فرعون وهامان وقارون وأبو جهل وأمية بن خلف ويصبح ذلك ديدنا وشريعة وطقوسا للتوابين والمعتنقين!!! فكيف بنيتم أنتم عقيدتكم على لعن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى لعن زوجاته الطاهرات!!!
فيا أخي الشيعي: راجع نفسك وضميرك وعقلك، وأعدك بأنك إن فعلت ذلك ستدرك تماما أن عقيدة صافية طاهرة نبوية إلهية عطرية لا يمكن إطلاقا أن تبنى على السب والشتم والكراهية واللعن لأصهار النبي (صلى الله عليه وسلم) وإنما على العدل والإحسان وحب الخير لمحمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وأزواجه الطاهرات.
وأخيرا أقول لك يا أخي:  أن التفريق بين الممتثلات مخالف للعقل، والجمع بين المختلفات معارض للعدل، ألم تعلم  أن اليهود لما فرقوا بين الأنبياء فآمنوا بموسى وكفروا بعيسى أصبحوا من المغضوب عليهم، ولما آمن النصارى بعيسى وكفروا بمحمد أصبحوا من الضالين، ولما آمن أمة محمد بجميع الأنبياء أصبحوا هادين مهديين، وهكذا يجب أن تكون أمة محمد أيضا في النظر إلى الصحابة، فهم جميعا أصحاب النبي (صلى الله عليهم وسلم) لا يكفرونهم ولا يسبونهم، بل يحبونهم جميعا ويدعون لهم، فلا يكونوا مثل النواصب الذين يعادون عليا رضي الله عنه، ولا يكونوا روافض الذين يعادون أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضوان الله عليهم، بل يحبوهم جميعا. نعم إنهم يؤمنون أن بعض الصحابة أفضل من بعض، وأن بعضهم أخطؤوا في بعض الأمور وأن منهم ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات بإذن الله، ولكنهم يدركون تماما أنهم هم الذين نزل فيهم قوله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار واللذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها)
أخي الشيعي : أتمنى لنا جميعا التوفيق والسداد والهداية والثبات على صراطه المستقيم.

No comments:

Post a Comment